إن بعض المعالجين يقومون بالتكلم مع الجان في غير حاجة لمصلحة المريض بل تجدهم يخوضون في الحديث والقيل والقال وكثرة السؤال وكل ذلك إما جهلاً منهم أو عجباً بأنفسهم وحب الظهور أو استطابة الحديث معهم ولا يدرون أن فـي ذلك استدراجا لهم من قبل الجان إما بالتلاعب بعقيدة المعالج أو إيذاء المريض بطول المكوث فـي جسد ه وذلك يتعب المريض أو لإحداث الفتن بيـن المريض وأقاربه وما عرفه وغير ذلك... وكـان النبي صلى الله عليه وسلم لا يزيد على قول ( اخرج عدو الله أنا رسول الله ) وكان هذا شأن السلف كما ذكر أبن القيم عن شيخ الإسلام بن تيمية قال: شاهدت شيخنا يرسل إلى المصر وع من يخاطب الروح التي فيه ويقول: قال لك الشيخ: اخروجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصر وع وربما خاطبها بنفسه وربما كانت الروح مارده فيخرجها بالضرب فيفيق المصر وع ولا يحس بألم ، و لا بأس من مخاطبة الجان على القدر التي تدعوا إليه الحاجة مثل سؤاله عن سبب دخوله وأين مكان السحر ، ولكن لا نصدقه ولا نجزم بما يقول في كل شي لأنهم معروفون بكثرة الكذب ،ولا نسألهم تلك الأسئلة المثيرة للفتن كسؤالهم من سحر المريض أو من أصابه بالعين أو من يكره المريض ومن لا يحبه أو عما يكرهونه ويؤذيهم من علاجات وإستطبابات فإنهم قد يكذبون عليه فيصفون له علاجاً يستحسنونه ولكن فيه أذى للمريض. ولا بأس في مخاطبته بالنصيحة ودعوته للإسلام وترغيبه وتخويفه إن لزم الأمر ذلك، بشرط عدم الإطالة لأنها تجر إلى مالا يحمد عقباه لأن سلطان تأثير الجان في القلوب الضعيفة قويا وخطره عظيم